اسباب خشونة الركبة

اسباب خشونة الركبة

هل تشعر بألم في ركبتك عند المشي أو صعود السلالم؟ هل يزعجك التيبّس الصباحي أو صوت الاحتكاك عند الحركة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فقد تكون تعاني من واحدة من أكثر مشكلات المفاصل شيوعًا… خشونة الركبة.

لكن قبل أن تقلق، دعنا نتعرف على تفاصيل هذه الحالة ونفهم بوضوح اسباب خشونة الركبة ولماذا أصبحت تصيب الشباب والنساء وكبار السن على حدٍّ سواء.

 في هذا المقال سنتعرف على ما هي خشونة الركبة، واسباب خشونة الركبة وكيفية علاجها، وأعراض الخشونة التي يجب الانتباه لها، ودرجات المرض، والفئات الأكثر عُرضة للإصابة، بالإضافة إلى طرق الوقاية الفعّالة التي تحمي المفصل من التدهور. قراءة هذا المقال ستساعدك على فهم حالتك أو حالة من تحب، ومعرفة الطريق الصحيح لتخفيف الألم واستعادة قدرتك على الحركة بثقة.

ما هي خشونة الركبة؟

خشونة الركبتين هي حالة تنكّسية تُصاب فيها الغضاريف الملساء التي تغطي نهايات العظام داخل مفصل الركبة بالتآكل التدريجي. ومع غياب هذا الغضروف، تبدأ العظام في الاحتكاك ببعضها، مما ينتج عنه ألم وتيبس وصعوبة في الحركة. هذا التآكل لا يحدث فجأة، بل يتطور على مدى سنوات، ولذلك تعتبر خشونة الركبة مرضًا تقدّميًا يرتبط بالعمر والإجهاد والعوامل الوراثية وأسلوب الحياة. يتميز المرض بأنه من أكثر مشكلات المفاصل شيوعًا، خاصة لدى كبار السن والنساء، لأنه يؤثر على المفصل الذي يتحمل أكبر وزن في الجسم. ومع أن خشونة الركبة لا يمكن إيقافها تمامًا، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يساعدان على تحسين جودة الحياة وتقليل الألم بشكل كبير.

اسباب خشونة الركبة وكيفية علاجها

عند الحديث عن اسباب خشونة الركبة وكيفية علاجها، نجد أن العوامل المؤدية للخشونة ليست واحدة، بل هي مزيج من المؤثرات التي تتراكم مع مرور الزمن. فهم الأسباب يساعد في اختيار العلاج المناسب وتجنب تطور الحالة، وتشمل أبرز اسباب خشونة الركبة ما يلي:

  1. التقدم في العمر يلعب دورًا أساسيًا، إذ تفقد الغضاريف مرونتها وقدرتها على التجدد كلما زاد العمر، مما يجعل الركبة أكثر عرضة للتلف.
  2. زيادة الوزن تمثل عبئًا كبيرًا على المفصل نظرًا لأن الركبة تتحمل وزن الجسم بالكامل، وكل زيادة في الوزن حتى لو بسيطة تعزز تآكل الغضروف.
  3. التعرض لإصابات قديمة في الركبة، مثل تمزق الأربطة أو كدمات قوية، يجعل المفصل أقل استقرارًا وأكثر قابلية للخشونة مستقبلًا.
  4. العوامل الوراثية قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغيرهم.
  5. الإفراط في استخدام المفصل بسبب طبيعة العمل أو التدريبات الرياضية الشاقة.
  6. ضعف العضلات الداعمة للركبة، مما يضاعف الضغط على المفصل ويُسهم في تآكله.

اسباب خشونة الركبة عند النساء

تتعرض النساء لخشونة الركبة بنسبة أعلى من الرجال، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل خاصة تميّز طبيعة تكوين أجسامهن، مثل:

  • انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، مما يقلل حماية الغضاريف ويزيد احتمالية تلفها.
  • طبيعة المفصل لدى النساء ومرونة الأربطة، والتي قد تجعل الركبة أقل تحمّلًا للضغط المتكرر.
  • الحمل والولادة وما يترتب عليهما من زيادة وزن مفاجئة وتغيّر في مركز الثقل بالجسم، وكل ذلك يضع ضغطًا واضحًا على الركبة.
  • بعض الأنشطة اليومية التي تعتمد على الجلوس على الأرض أو الانحناء المتكرر.
  • النحافة الشديدة أو السمنة المفرطة، وكلاهما يضاعف خطر الإصابة بخشونة الركبة.

هذه الأسباب توضح لماذا يجب على النساء الانتباه مبكرًا لأي ألم مفصلي، خاصة بعد سن الأربعين.

معرفة اسباب خشونة الركبة تساعد على وضع خطة علاج فعالة، لأن علاج الخشونة لا يعتمد على المسكنات فقط، بل على مزيج من الحلول وهو ما سنتناوله بالتفصيل في الفقرة القادمة.

طرق علاج خشونة الركبة

رغم أن اسباب خشونة الركبة تختلف من شخص لآخر، فإن معرفة الأسباب وحدها لا تكفي ما لم نُكملها بفهم دقيق لكيفية العلاج. فخشونة الركبة ليست حالة تظهر فجأة، وإنما مشكلة تتطور تدريجيًا، ومع ذلك يمكن السيطرة عليها بشكل كبير إذا بدأ المريض العلاج الصحيح في الوقت المناسب. لذلك، عند الحديث عن اسباب خشونة الركبة وكيفية علاجها، من الضروري استعراض جميع الخيارات العلاجية المتاحة كالتالي:

1- العلاج الدوائي

الأدوية ليست الهدف منها فقط تخفيف الألم، بل أيضًا السيطرة على الالتهاب وتحسين القدرة على الحركة. ومن أهمها:

  • المسكنات ومضادات الالتهاب (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، والتي تقلل الألم والتورم.
  • مسكنات موضعية مثل الكريمات والجل التي تُدهن مباشرة على الركبة لتهدئة الألم.
  • مكملات الجلوكوزامين والكوندرويتين التي قد تدعم الغضروف وتبطئ معدل التدهور لدى بعض المرضى.

2- العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل

يُعد هذا النوع من العلاج أساسياً لأن ضعف العضلات يزيد الضغط على مفصل الركبة. ويشمل العلاج الطبيعي:

  • تمارين تقوية عضلات الفخذ الأمامية والخلفية لتحسين ثبات المفصل.
  • جلسات لتحسين مرونة الأوتار والأنسجة المحيطة بالركبة.
  • تمارين توازن لتقليل خطر السقوط.
  • أجهزة علاجية مثل الموجات التصادمية، الشدّ الفقري، التنبيه الكهربائي، والعلاج الحراري.

3- الحقن العلاجية داخل المفصل

تُعد خيارًا فعالًا ضمن خطة علاج اسباب خشونة الركبة وكيفية علاجها، خاصة عند المرضى الذين يعانون من ألم متوسط إلى شديد. وتشمل:

  • حقن الكورتيزون: تُخفف الالتهاب بسرعة وتقلل التورم، لكنها تُستخدم لفترات محدودة وتحت إشراف متخصص.
  • حقن التزييت (Viscosupplementation): وهي عبارة عن جيل يحتوي على مادة الهيالورونيك، تعمل على تحسين انزلاق المفصل وتقليل الاحتكاك.
  • حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): تساعد على تجديد بعض الأنسجة وتحسين الألم لدى العديد من المرضى.
    حقن الأعصاب (Genicular nerve block): تُستخدم في الحالات التي يكون فيها الألم شديدًا، وتعمل على تعطيل إشارات الألم.

4- تعديل نمط الحياة

هذا الجزء من العلاج يُعتبر مكملًا لكل الطرق الأخرى ويعطي نتائج ممتازة إذا التزم به المريض. يشمل:

  • فقدان الوزن الزائد لتقليل الضغط على المفصل، حتى فقدان 5–10% من الوزن قد يُحدث فرقًا كبيرًا.
  • تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
  • استخدام الكمادات الدافئة صباحًا لتخفيف صلابة المفصل.
  • اختيار أحذية طبية مريحة تمتص الصدمات.
  • تجنب الأنشطة التي تضغط على الركبة مثل القفز والجري على الأسطح الصلبة.

5- استخدام الدعامات والأجهزة المساعدة

قد يحتاج بعض المرضى إلى:

  • دعامة للركبة تساعد على استقامة المفصل وتقليل الضغط على الجزء المتآكل.
  • عصا للمشي إذا كانت الركبة غير مستقرة أو الألم شديدًا، ويتم حملها في اليد المعاكسة للركبة المصابة.

6- العلاج الجراحي في الحالات المتقدمة

إذا لم تعد الطرق التحفظية فعالة وازدادت شدة الألم، قد يلجأ الطبيب إلى خيارات جراحية مثل:

  • تنظيف المفصل وتنقية العظام من الزوائد العظمية.
  • إعادة تشكيل العظام (Osteotomy) لتصحيح انحراف الساقين وتقليل الاحتكاك.
  • استبدال مفصل الركبة بالكامل أو جزئيًا (Knee Replacement): وهي عملية فعالة جدًا تعيد قدرة المريض على الحركة بشكل طبيعي وتُخفف الألم بنسبة كبيرة.

7- برامج التأهيل بعد العلاج أو الجراحة

إعادة التأهيل هو جزء جوهري من خطة العلاج، لأنه يساعد المريض على استعادة الحركة الطبيعية بسرعة ويمنع عودة الألم. يشمل:

  • تمارين تقوية عضلية متدرجة
  • تحسين المدى الحركي
  • تعديل طريقة المشي
  • تدريب التوازن

يعتمد اختيار العلاج المناسب على مرحلة الخشونة، عمر المريض، ومستوى النشاط اليومي، لكن دمج أكثر من طريقة علاج غالبًا يُعطي أفضل نتائج، خاصة إذا اعتمد العلاج على فهم واضح لاسباب خشونة الركبة وكيفية علاجها من جذورها.

أعراض خشونة الركبة التي يجب الانتباه لها

تظهر خشونة الركبة في صورة مجموعة من العلامات التي تتدرج في شدتها مع الوقت. والانتباه المبكر للأعراض يمنع تطور الألم ويحافظ على المفصل، ومن أبرز هذه الأعراض:

  • الإحساس بألم عند التحرك أو عند الوقوف لفترة طويلة، ويبدأ الألم غالبًا بشكل خفيف ثم يزداد تدريجيًا.
  • تيبّس المفصل، خصوصًا عند الاستيقاظ أو بعد الجلوس لفترة.
  • سماع صوت “طقطقة” أو احتكاك عند ثني الركبة.
  • تورّم خفيف أو شعور بأن الركبة “منتفخة” في بعض الأيام.
  • الشعور بعدم ثبات المفصل، خاصة أثناء صعود الدرج.
  • محدودية الحركة وصعوبة في الانحناء أو الجلوس بطريقة معينة.

إذا ظهرت هذه العلامات بشكل متكرر، فغالبًا ما تكون بسبب من اسباب خشونة الركبة التي يجب علاجها سريعًا.

درجات خشونة الركبة

تمر خشونة الركبة بأربع درجات، وكل درجة لها خصائصها وحلولها العلاجية، وتنقسم درجات خشونة الركبة إلى 4 درجات كالتالي:

  1. الدرجة الأولى: تآكل بسيط بالغضاريف، ولا تكون الأعراض واضحة، وقد يشعر المريض بإجهاد خفيف فقط.
  2. الدرجة الثانية: يبدأ الألم بالظهور عند الحركة، مع بداية انحسار الغضروف، وهذا الوقت المثالي للتدخل المبكر.
  3. الدرجة الثالثة: نقص واضح في الغضروف، وصعوبة في الحركة اليومية، مع ألم مستمر وآلام عند صعود السلالم.
  4. الدرجة الرابعة (الشديدة): احتكاك كامل بين العظام، آلام شديدة، وتشوهات محتملة في المفصل، وقد يحتاج المريض لتدخل جراحي مثل تغيير مفصل الركبة.

وتساعد معرفة الدرجة الطبيب في تحديد العلاج الأكثر فعالية لكل حالة.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بخشونة الركبة؟

هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة بالخشونة بسبب طبيعة حياتهم أو ظروفهم الصحية، وومن أهم هذه الفئات:

  • كبار السن، لأن الغضاريف تصبح أقل مرونة مع مرور الوقت.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، مما يزيد الضغط على المفصل ويُسرّع تدهوره.
  • الرياضيون الذين يمارسون رياضات تتطلب جهدًا كبيرًا على الركبة مثل الجري والقفز.
  • العاملون الذين يقضون وقتًا طويلًا في الوقوف أو الركوع.
  • من لديهم تشوهات خلقية في الساق مثل تقوّس القدمين أو “X-leg”.
  • أصحاب الإصابات القديمة التي أضعفت المفصل على مدى السنين.

معرفة أنك ضمن هذه الفئات تُعد خطوة أولى للوقاية قبل ظهور الأعراض.

طرق الوقاية من خشونة الركبة

بعد فهم اسباب خشونة الركبة، تأتي المرحلة الأهم وهي الوقاية، لأنها أفضل وسيلة لتجنّب الألم والجراحة مستقبلًا، وإليك أهم النصائح للوقاية من خشونة الركبة:

  • الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفصل، فكل كيلوجرام إضافي يزيد من احتمالية الإصابة.
  • ممارسة التمارين المنتظمة التي تقوّي عضلات الفخذ والساق، مما يساعد على تثبيت مفصل الركبة وتقليل الاحتكاك.
  • التنويع في الأنشطة الرياضية، مثل الدمج بين السباحة والمشي لتخفيف الحمل على المفصل.
  • اختيار أحذية مريحة تمتص الصدمات، خاصة أثناء المشي لفترات طويلة.
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لساعات طويلة دون حركة، لأن ذلك يسبب تيبس المفصل ويزيد الألم.
  • تناول أغذية غنية بالكالسيوم وفيتامين D للمحافظة على صحة العظام.
  • علاج أي إصابة في الركبة بشكل مبكر وعدم إهمال الألم مهما كان بسيطًا.

اتباع هذه الخطوات يساعد في حماية المفصل من التآكل وتقليل خطر الإصابة بالخشونة في المستقبل.

ختامًا، وبعد أن تعرفنا على اسباب خشونة الركبة والأعراض وطرق العلاج والوقاية، يتضح لنا أن التعامل مع هذا المرض لا يعتمد فقط على الأدوية، بل على خطة متكاملة تشمل العلاج الطبيعي، وتعديل نمط الحياة، وتقوية العضلات، مع الاهتمام بالتشخيص المبكر لتجنب الوصول إلى المراحل المتقدمة. خشونة الركبة ليست النهاية، بل بداية طريق يمكن للمريض أن يستعيد فيه مرونته وقدرته على الحركة إذا اتبع العلاج الصحيح. لا تتجاهل الألم… فكل خطوة للعلاج الآن ستمنع معاناة أكبر لاحقًا.

إذا كنت تعاني من ألم متكرر في الركبة، أو تشعر بتصلب وصعوبة في الحركة، أو لديك عوامل خطورة قد تسبب لك الخشونة…
ابدأ الآن ولا تنتظر تفاقم الأعراض.
في برايم سنتر (Prime Center) نقدم تقييمًا دقيقًا لحالة الركبة، وبرامج علاج وتأهيل متخصصة تشمل أحدث تقنيات العلاج الطبيعي والحقن العلاجية بإشراف فريق من أطباء العظام والروماتيزم.

برايم سنتر… معك خطوة بخطوة لاستعادة حركة طبيعية بلا ألم.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن علاج خشونة الركبة نهائيًا؟

لا يوجد علاج يوقف الخشونة تمامًا لأنها حالة تنكّسية، لكن يمكن السيطرة عليها بشكل كبير عبر العلاج الطبيعي، وتقوية العضلات، والحقن العلاجية، وتخفيف الوزن، واستخدام المسكنات المناسبة. وفي المراحل المتقدمة قد يكون استبدال مفصل الركبة خيارًا ممتازًا لاستعادة الحركة والتخلص من الألم بشكل شبه نهائي.

هل تختفي خشونة الركبة مع الوقت؟

خشونة الركبة لا تختفي تلقائيًا، بل قد تتدهور إذا لم تُعالج. لكن التطبيق الصحيح لخطط العلاج يمكن أن يوقف تطورها ويقلل الأعراض حتى يعيش المريض حياة طبيعية دون ألم يذكر.

احجز الموعد

مقالات ذات صلة