تشعر بوجع كبير في مفاصلك، وعندما تبحث عن تفسير، تجد نفسك محاصراً بين تشخيصين: صديق يقول لك “هذا بالتأكيد روماتيزم”، وآخر “إنها أعراض الروماتويد”. هذه الآراء غير الدقيقة تزيد من قلقك، ويزداد معها شعورك بالألم.
نحن هنا لنضع حداً لهذا الجدل. دعنا نتفق على نقطة جوهرية: لا يمكن لأحد غير الطبيب المتخصص تشخيص حالتك. إن التشخيص عبر الأحاديث الدائرة أو البحث العشوائي أمر مرفوض طبياً؛ لأن تحديد المرض يتطلب وسائل طبية متقدمة، وفحوصات دقيقة، وتحاليل مخبرية مخصصة.
إلى أن تزور طبيبك المختص، سنقدم لك في هذا المقال شرحاً مفصلاً وموثوقاً مبنياً على مصادر طبية معتمدة يجيب على السؤال: ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم؟ هدفنا ليس أن نجعلك تشخص نفسك، بل أن نزودك بمعلومات دقيقة لتبديد المخاوف وتحديد الخطوة الصحيحة التالية لك.
ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم؟
في هذه الفقرة؛ نجيب بوضوح على التساؤل: ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم؟ لنوضح الفروقات الجوهرية بينهما.
ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis)؟
التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) هو مرض مناعي ذاتي مزمن، وهذا يعني أن جهاز المناعة في الجسم، الذي من المفترض أن يحمينا من الأمراض والعدوى، يبدأ بالخطأ في مهاجمة الأنسجة السليمة، وتحديداً البطانة الداخلية للمفاصل التي تسمى الغشاء الزلالي.
وكنتيجة لهذا الهجوم؛ يحدث ألم وتورم وتيبس في المفاصل التي غالبًا ما تكون مفاصل الأصابع، اليدين، الرسغين، الركبتين، الكاحلين، والقدمين. وما يميز الروماتويد عن بعض أنواع التهاب المفاصل الأخرى هو أنه عادةً ما يؤثر على نفس المفاصل على جانبي الجسم.
على الرغم من أن الروماتويد يبدأ في المفاصل، إلا أن المواد الالتهابية التي ينتجها جهاز المناعة تنتقل عبر الدورة الدموية ويمكن أن تسبب أعراضًا وتؤثر على أجزاء أخرى من الجسم. من هذه الأجزاء التي قد تتأثر: الجلد، العيون، الفم، الرئتين، والقلب.
ما هو الروماتيزم؟ وهل هو مرض واحد؟
في سياق حديثنا عن ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم؛ كلمة الروماتيزم هي في الواقع مصطلح واسع وشامل، ولم يعد يُستخدم في الطب لوصف مرض واحد محدد. في الوقت الحالي، لم يعد الروماتيزم يمثل تشخيصاً بحد ذاته، بل تحول إلى مظلة واسعة تندرج تحتها أكثر من 200 مرض مختلف تُسمى الأمراض الروماتيزمية. لذا فالأمراض الروماتيزمية هي مجموعة متنوعة من الحالات التي تهاجم المفاصل والعضلات والأنسجة الرخوة والأوتار، وأحياناً الأعضاء الداخلية.
تشمل الأمراض الروماتيزمية الأكثر شيوعاً ما يلي:
- التهاب المفاصل الروماتويدي (RA): الذي تناولناه في الفقرة السابقة.
- التهاب المفاصل التنكسي (الخشونة – Osteoarthritis): وهو أكثر شيوعاً، ويحدث بسبب تآكل الغضاريف.
- الذئبة الحمراء (Lupus).
- النقرس (Gout).
- التهاب الفقار المقسّط (Ankylosing Spondylitis).
كيف يشعر المصاب بآلام الروماتيزم؟
إذا كان الشخص مصاباً بأي مرض روماتيزمي، فإنه قد يشعر بألم عميق ومزمن في مفصل واحد أو أكثر. وغالباً ما يكون المفصل مؤلماً عند اللمس ومتيبساً، خاصة بعد فترات الراحة الطويلة كالجلوس أو النوم. وقد يلاحظ المصاب أن شدة الألم تختلف من يوم لآخر دون سبب واضح. تواصل معنا الان لمعرفه الفرق بين الروماتويد السلبي والايجاب.
الفرق الجوهري بين التهاب المفاصل الروماتويدي والروماتيزم
بعد استعراض تعريف كل منهما، يمكن تلخيص الفرق الرئيسي بين المصطلحين في نقطة واحدة للإجابة على سؤال: ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم؟ الروماتيزم هو الاسم القديم والمظلة الشاملة، أما الروماتويد فهو مرض واحد ومحدد يندرج تحت هذه المظلة الواسعة.
التهاب المفاصل الروماتويدي مرض محدد ومعروف، بينما مصطلح الروماتيزم لم يعد يستخدم كتشخيص طبي بحد ذاته، بل يصف مجموعة كبيرة من الأمراض الروماتيزمية.
الجدول التالي يوضح ما الفرق بين الروماتويد والروماتيزم.
| وجه المقارنة | الروماتيزم (Rheumatism) | التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis – RA) |
| التصنيف الطبي | مصطلح تاريخي واسع ومظلة شاملة لأكثر من 200 مرض. | مرض محدد ومزمن ينتمي إلى فئة أمراض المناعة الذاتية. |
| السبب الرئيسي | أسباب متنوعة تشمل تآكل الغضاريف (كالخشونة) أو خلل في المناعة. | خلل في جهاز المناعة يهاجم بطانة المفاصل (الغشاء الزلالي). |
| موقع الإصابة مرض الروماتويد و الروماتيزم | قد يؤثر على مفاصل منفردة أو جانب واحد من الجسم (حسب نوع المرض الروماتيزمي). | يؤثر عادةً على نفس المفاصل على جانبي الجسم. |
| التأثير على الجسم | يشمل آلاماً وتيبساً في المفاصل والأنسجة الرخوة. | يؤدي إلى التهاب وتدمير في المفاصل وقد يؤثر على الجلد والرئتين والقلب وغيرها من الأعضاء. |
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض الروماتويد والروماتيزم
واستكمالًا لتوضيح ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم بصورة أكثر دقة، يجدر بنا الإشارة إلى أن الأمراض الروماتيزمية واسعة الانتشار، حيث تؤثر على أكثر من 100 مليون شخص في أوروبا وحدها.
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية إصابة الشخص بهذه الأمراض، خاصةً التهاب المفاصل الروماتويدي:
- الجنس (النساء هنّ الأكثر عرضة): النساء هن الفئة الأكثر عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بالأمراض الروماتيزمية، وتزيد احتمالية إصابة النساء بمرض الروماتويد بثلاث مرات مقارنة بالرجال.
- التاريخ العائلي والوراثة: إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى (مثل أحد الوالدين أو الأخوة) مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- التدخين: يزيد من خطر الإصابة بالروماتويد بشكل مباشر.
- السمنة: ترتبط السمنة بزيادة فرص الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
طرق تشخيص مرض الروماتويد والروماتيزم
نظرًا لأن “الروماتيزم” مصطلح شامل يضم أكثر من 200 مرض، فإن توضيح ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم من حيث طريقة التشخيص تختلف بشكل كبير حسب الأعراض ونوع المرض المشتبه به. ومع ذلك، تبقى الخطوة الأولى الأساسية هي استشارة طبيب متخصص في الأمراض الروماتيزمية (اختصاصي الروماتيزم).
أولاً: تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)
يعتمد اختصاصي الروماتيزم في تشخيص الروماتويد على مزيج من عدة عوامل لضمان الدقة، وهي:
- الفحص السريري والتاريخ المرضي: يتضمن فحص شامل للمفاصل المصابة بحثاً عن التورم والالتهاب، ويسأل عن تاريخك الطبي وتاريخ عائلتك والأعراض.
- فحوصات الدم: للبحث عن علامات الالتهاب ووجود أجسام مضادة تشير إلى نشاط المرض، وتشمل:
- معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR).
- بروتين سي التفاعلي (CRP).
- عامل الروماتويد (RF).
- فحوصات التصوير: للكشف عن مدى تآكل المفاصل أو تلفها الذي يسببه المرض، وتشمل:
- الأشعة السينية (X-rays).
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasounds).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
ثانياً: تشخيص الأمراض الروماتيزمية الأخرى
في حالة الأمراض الروماتيزمية التي تندرج تحت المظلة العامة (مثل النقرس، والتهاب المفاصل الصدفي، والخشونة)، يتشابه التشخيص بشكل عام، وسنذكر بعض طرق التشخيص والتي لا تتعلق بمرض بحد ذاته:
- الفحص الشامل والتاريخ العائلي: يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي والعائلي بالتفصيل، لأن الجينات تلعب دوراً في العديد من هذه الأمراض.
- اختبارات الالتهاب العامة: يتم فحص معدلات الالتهاب (مثل CRP و ESR) للتأكد من وجود نشاط الالتهاب في الجسم. وقد تُجرى فحوصات أخرى لاستبعاد أمراض معينة (مثل اختبار عامل الروماتويد، والذي عادة ما يكون سلبياً لدى مرضى التهاب المفاصل الصدفي).
- تصوير المفاصل: تُستخدم الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية لتقييم مدى الضرر الحاصل في المفاصل.
سواء كنت تعاني من الروماتيزم، الذئبة الحمراء، خشونة المفاصل، هشاشة العظام، آلام العمود الفقري، النقرس، أو الشوكة العظمية، أو حتى الأمراض المناعية الذاتية المعقدة، ستجد الحل لدينا. يضم Prime Center وحدات متخصصة فريدة، تشمل: وحدة متكاملة للعلاج الطبيعي والتأهيل، وحدة خاصة لعلاج أمراض الروماتيزم في الأطفال، ووحدة لعلاج الفيبروميالجيا (بالعلاج الدوائي والموضعي وحقن الكولاجين)، بالإضافة إلى وحدة متقدمة لرسم العصب والعضلات.
هل تعاني من آلام المفاصل وتتساءل: “ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم؟” او الروماتويد السلبي والايجابي احجز موعدك الآن في مركز برايم سنتر للتشخيص الدقيق والاستفادة من أحدث خطط علاج العظام والروماتيزم. اتصل بنا اليوم.
الأسئلة الشائعة
نعم، الروماتويد له مكون وراثي والعوامل الجينية تساهم بزيادة القابلية للإصابة به ولكن ليس كل من في العائلة يصاب به
ما الفرق بين مرض الروماتويد والروماتيزم من حيث الخطورة: الروماتويد يمكن أن يكون أخطر لأنه مرض مناعي قد يدمر المفاصل ويؤثر على أعضاء الجسم إذا لم يُعالج، أما الروماتيزم فهو قد يكون أقل خطورة إذا كان مجرد آلام أو التهاب بسيط وليس مرضاً مناعياً مزمنًا. هل مرض الروماتويد وراثياً او يورث؟
أيهما أخطر الروماتيزم والروماتويد؟