تُعد مشكلة تحدب الظهر عند الاطفال من المشاكل الصحية التي قد يعاني منها العديد من الأطفال، حيث يظهر انحناء غير طبيعي في الجزء العلوي من العمود الفقري، وقد تكون هذه الحالة نتيجة لعوامل وراثية أو بيئية، وقد تثير قلق الآباء في حال تأثيرها على صحة الطفل ونموه بشكل عام.
وفي هذا المقال، سنتناول أسباب تحدب الظهر عند الاطفال، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى الطرق الوقائية التي يمكن اتخاذها لضمان نمو صحي وسليم للعمود الفقري، فتابعونا لتتعرفوا على المزيد من التفاصيل عن عمليات تقوس وتحدب العمود الفقري للالاطفال.
ما هو تحدب الظهر عند الاطفال؟
قبل التعرف على أنواع تقوس الظهر عند الأطفال، أو طرق علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي في مركز برايم سنتر، علينا البدء من بداية الموضوع لنستطيع فهم تسلسل الأحداث بعد ذلك.
تحدب الظهر عند الأطفال أو التقوس هو اضطراب يصيب العمود الفقري، حيث ينحني الجزء العلوي من الظهر للأمام بشكل غير طبيعي، ويؤدي هذا الانحناء إلى ظهور الطفل بمظهر “الأحدب”، وفي هذه الحالة، ينخفض الكتفان قليلاً ويبرز كل منهما للأمام؛ مما يسبب تغيرًا واضحًا في الشكل الخارجي للطفل ويؤثر سلبًا على مظهره العام. هذا التحدب قد يكون ناتجًا عن انحناء العمود الفقري عند الأطفال، وهو ما يتطلب علاجًا مناسبًا لتصحيح الوضعية وتحسين الوضع الصحي للطفل.
قد يولد بعض الأطفال مصابين بالتحدب، لكن في الغالب تظهر هذه المشكلة خلال فترة المراهقة، وعادةً ما يكون هناك بروز طبيعي للفقرات، ولكن إذا تجاوز انحناء العمود الفقري للطفل 50 درجة للأمام، يصبح من الضروري استشارة الطبيب على الفور.
وعلى الرغم من أن معظم الحالات تكون بسيطة، إلا أنه من المهم استشارة الطبيب لتقييم حالة الطفل واختيار العلاج الأنسب لتحدب الظهر عند الاطفال إذا كانت الحالة تتطلب ذلك.
أنواع تقوس الظهر
عند الحديث عن تحدب الظهر عند الاطفال، فلا بد من التعرف على أنواع تقوس الظهر التي يُمكن أن تُصيب الأطفال، إذ نجد العديد من أنواع تقوس الظهر التي تشمل:
أولًا: التحدب الخلقي
هذا النوع من أنواع تقوس الظهر يعني أن الطفل يولد بالتحدب، وقد لا يكون الشكل ملحوظًا عند الولادة، ويحدث هذا الأمر بسبب عدم تطور العمود الفقري بطريقة صحيحة في الرحم، وفي الغالب في هذا النوع من أنواع تقوس الظهر يتسبب في الضغط على الحبل الشوكي، ويزداد الأمر سوءًا مع نمو الطفل.
يحتاج الطفل في الغالب إلى إجراء عملية جراحية في العمود الفقري خلال فترة الطفولة أو المراهقة لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي، وتخفيف الأعراض التي يشعر بها الطفل؛ ومساعدة الطفل على النمو بطريقة صحيحة.
لمزيد من الاستشارات والعلاج المتخصص، تواصل مع مركز برايم سنتر اليوم للحصول على استشارة من خبراء جراحة العمود الفقري.
ثانيًا: التحدب الوضعي
يتساءل الكثير من الأشخاص عن سبب انحناء ظهر الرضيع عند الجلوس، ويعتقد البعض أن هذا بسبب وضعية الجلوس، ولكن هذا الأمر غير صحيح، فسبب انحناء ظهر الرضيع عند الجلوس هو في الغالب بسبب التحدب الخلقي وليس التحدب الوضعي.
التحدب الوضعي هو واحد من أكثر أنواع تحدب الظهر عند الاطفال شيوعًا، وهو أيضًا أقل الأنواع خطورة، ويُلاحظ هذا النوع في الغالب في فترة المراهقة، وينتج عن سوء وضعية الجلوس في الغالب مثل الجلوس بوضعيات خاطئة أمام الحاسب الآلي لفترات طويلة، ويتسبب هذا الأمر في عدم نمو العمود الفقري أو العضلات المحيطة به بطريقة صحيحة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المشكلة ليست تشوهًا هيكليًا، وقد لا تسبب أي ألم للمريض، وفي الغالب لا يسوء الأمر مع مرور الوقت، كما أن علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي قد يكون مُجديًا في هذه الحالة، حيث يعمل علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي على تدعيم وتصحيح الخلل في هيكل وعضلات ظهر المريض؛ مما يساعده على العودة إلى وضعه الطبيعي مع مرور الوقت.
ثالثًا: تحدب شيرمان
قد يكون هذا النوع من أنواع تقوس الظهر هو سبب انحناء ظهر الرضيع أثناء الجلوس، حيث أن تحدب شويرمان هو أكثر حدة وصلابة من التحدب الوضعي، ويُعرف باسم تحدب الرضع أو الأطفال حديثي الولادة، ينتج هذا النوع من وجود مشكلة في هيكل العمود الفقري، حيث تتخذ الفقرات شكلاً مثلثيًا بدلاً من الشكل المستطيل الطبيعي، وهذا الأمر يتسبب في ثني العمود الفقري للأمام بزاوية حادة.
وعلى عكس تحدب الظهر عند الاطفال الوضعي الذي فيه يمكن للمراهق تصحيح وضع العمود الفقري من خلال الوقوف باستقامة، فإن المراهق في هذه الحالة لا يستطيع فعل ذلك، يظهر هذا الأمر أو يمكن ملاحظته في فترة المراهقة، ويستمر في التطور طوال فترة النمو.
وفي الحالات الشديدة من هذا النوع من أنواع تقوس الظهر يُصاب الطفل بآلام حادة في الظهر تزداد سوءًا بعد الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، كما أن ممارسة أي نشاط قد يكون مؤلمًا أيضًا للمريض، ويحتاج المريض إلى التدخل الطبي وربما الخضوع إلى العمليات الجراحية من أجل تصحيح المشكلة، ولكن في الغالب يُؤجل الجراح العملية الجراحية حتى يصل الطفل إلى طوله ونموه الكامل.
ما هي أعراض تحدب الظهر عند الاطفال؟
بعد التعرف على أنواع تحدب الظهر عند الأطفال، وسبب انحناء ظهر الرضيع عند الجلوس، دعنا في هذه الفقرة ننتقل إلى نقطة مهمة ألا وهي الأعراض التي تظهر على الطفل بسبب هذه المشكلة، في الغالب يمكن ملاحظة أعراض تحدب الظهر عند الأطفال بالعين المجردة، بسبب التغير في شكل ظهر الطفل، ولكن بعض الأعراض الأخرى قد تكون مخفية وتؤثر على حياة الطفل.
تشمل الأعراض المرئية التي يمكنها أن تظهر بسبب الإصابة بتحدب الظهر عند الأطفال:
- ظهور سنام في ظهر الطفل، غالبًا يكون في الجزء العلوي.
- عند الانحناء إلى الأمام يظهر الجزء العلوي من الظهر مرتفعًا أكثر من الطبيعي.
- رأس الطفل دائمًا تكون منحنية إلى الأمام.
- يقرب الطفل كتفيه من بعضها بطريقة غير طبيعية.
- يوجد فرق بين ارتفاع الكتفين.
أما في الحالات الخطيرة فقد تكون أعراض تحدب الظهر عند الأطفال:
- شد في عضلات الفخذين من الخلف.
- الشعور بآلام الظهر.
- تيبس الظهر.
- صعوبة التنفس.
- التعب والإرهاق.
إذا لاحظت أي من هذه الأعراض على طفلك، لا تتردد في استشارة أطباء مركز برايم سنتر المتخصصين لضمان التشخيص السليم والعلاج الفعال.
علاج تحدب الظهر عند الاطفال
يعتمد علاج تحدب الظهر عند الأطفال على مدى تعقيد وشدة الحالة، بالإضافة إلى عمر الطفل ومرحلة النمو، كما أن أهداف العلاج تشمل:
- وقف التحدب للأطفال الذين ما زالوا في عمر النمو.
- منع تدهور الحالة.
- تصحيح التشوه في الأطفال والمراهقين والشباب الذين وصلوا إلى النمو الكامل.
- في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر علاج التحدب المتوسط لتقليل الانحناء وتحسين وضعية الظهر بشكل تدريجي.
طرق علاج تحدب الظهر عند الاطفال غير الجراحية
لا يحتاج الأطفال في الغالب إلى علاج جراحي، ويمكن علاجهم بالطرق غير الجراحية مثل علاج انحناء العمود الفقري بدون جراحة عند البحث عن طرق علاج تحدب الظهر عند الاطفال، سنجد أنه يوجد عدة طرق والتي تشمل :
اولًا: المراقبة والانتظار
في العديد من الحالات البسيطة لتحدب الظهر عند الأطفال، قد يُكتفى بمراقبة الحالة على فترات منتظمة لتتبع تقدم الانحناء، وإذا كانت الزوايا الانحنائية لا تتجاوز حدودًا معينة، قد لا يتطلب الأمر تدخلًا فوريًا، ويراقب الأطباء نمو الطفل بشكل دوري للتأكد من عدم زيادة الانحناء، وفي حال حدوث أي تغييرات أو تفاقم للمشكلة، يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ثانيًا: علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي
يُعتبر العلاج الطبيعي من أبرز الطرق غير الجراحية لعلاج تقوس الظهر، حيث يهدف إلى تقوية العضلات الداعمة للعمود الفقري وتحسين مرونته، ويشمل العلاج تمارين موجهة لتحسين وضعية الجسم وتقوية عضلات الظهر والبطن؛ مما يساعد على تقليل الانحناء وتقوية الهيكل العظمي بشكل عام؛ بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تقليل الألم وتحسين الحركة والمرونة، ويعتبر خيارًا مثاليًا للأطفال والمراهقين في مراحل نموهم.
ثالثًا: الدعامات
تعد الدعامات من الوسائل الفعالة لعلاج تقوس الظهر، خاصةً في الحالات التي تتطلب دعمًا إضافيًا للعمود الفقري، ويتم استخدام دعامات خاصة تساعد في تقويم العمود الفقري وضبط الانحناء، مما يمنع زيادة التقوس ويسهم في الحفاظ على الوضعية السليمة للجسم، وتُستخدم الدعامات عادةً في الحالات المتوسطة أو في المراحل المبكرة من الإصابة، وتعد جزءًا أساسيًا من خطة العلاج التي يتبعها الأطباء جنبًا إلى جنب مع التمارين العلاجية.
مضاعفات تحدب الظهر عند الاطفال
تعد مشكلة تحدب الظهر من المشاكل الصحية التي قد تصيب الأطفال، وإذا لم يتم علاجها بشكل مبكر، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية تؤثر على نمو الطفل وقدرته على ممارسة الأنشطة اليومية:
- آلام الظهر المستمرة: يمكن أن يؤدي التحدب إلى ضغط على العضلات والمفاصل، مما يسبب آلام مزمنة في الظهر.
- صعوبات في التنفس: في الحالات المتقدمة، قد يتسبب التحدب في الضغط على القفص الصدري، مما يؤثر على قدرة الطفل على التنفس بشكل طبيعي.
- اختلال التوازن: التحدب يؤثر على توزيع وزن الجسم، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للسقوط والإصابات.
- مشاكل في النمو: قد يعوق التحدب نمو العمود الفقري والعضلات، مما يؤدي إلى تشوهات هيكلية.
- تأثيرات نفسية: بعض الأطفال قد يشعرون بالخجل أو القلق بسبب مظهرهم، مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وصحتهم النفسية.
من الضروري الكشف المبكر عن تحدب الظهر ومعالجتها بشكل فعال لتجنب مضاعفاته الصحية. الرعاية الطبية المستمرة والمتابعة الدورية تساهم في الوقاية من التأثيرات السلبية وتساعد في الحفاظ على صحة الطفل وجودة حياته.
نصائح للوقاية من تحدب الظهر عند الاطفال
تعتبر مشكلة تحدب الظهر من أبرز القضايا الصحية التي قد يواجهها الأطفال في مراحل نموهم، ويعد الانتباه لهذه المشكلة منذ الصغر أمرًا ضروريًا. باتباع بعض الإرشادات البسيطة، يمكن الوقاية من هذه المشكلة وضمان صحة العمود الفقري للطفل:
- تشجيع الجلوس بشكل صحيح: يجب أن يتأكد الأهل من أن الطفل يجلس بشكل مستقيم ويحافظ على وضعية جيدة أثناء الأنشطة اليومية.
- ممارسة التمارين الرياضية: تمارين تقوية عضلات الظهر وزيادة مرونتها تعد من أهم الطرق للحفاظ على صحة العمود الفقري.
- مراقبة الحمل الزائد: يجب تجنب حمل الطفل لأشياء ثقيلة مثل الحقائب، لأنها قد تؤثر على وضع ظهره.
- اختيار مرتبة مريحة: التأكد من أن المرتبة تدعم الجسم بشكل جيد وتحافظ على استقامة الظهر أثناء النوم.
- زيارة الطبيب بانتظام: إجراء الفحوصات الدورية مع الطبيب يساعد في الكشف المبكر عن أي مشاكل صحية قد تؤثر على العمود الفقري.
من خلال اتباع هذه النصائح، يمكن تقليل خطر تحدب الظهر عند الأطفال وضمان نموهم بشكل صحي. الاهتمام بالوضعية الجسدية ومراجعة الطبيب بشكل دوري هما مفتاحان لصحة العمود الفقري على المدى الطويل.
طرق علاج تحدب الظهر عند الاطفال الجراحية
يحتاج الطفل إلى علاج تحدب الظهر عند الاطفال بالجراحة إذا:
- كانت درجة التحدب أكثر من 75 درجة.
- لم تُجدي الدعامة نفعًا في إيقاف تدهور الحالة.
- كان يعاني الطفل من تحدب خلقي يؤثر على الهيكل العظمي.
- كان السبب في الإصابة بالتحدب الإصابة بالعدوى أو الورم.
والجراحة الأكثر شهرة هي دمج فقرات العمود الفقري، إذ يُعيد الجراح الفقرات إلى مكانها الصحيح، ثم يُثبتها بواسطة الشرائح والمسامير، أو قد يستخدم الطعوم العظمية، ولكن في حالة أن الطفل لا يزال في مرحلة النمو، فإن الجراح قد يلجأ إلى عملية انحناء العمود الفقري ويلجأ الى:
- القضبان القابلة للتوسيع: يستخدم الجراح قضبان قابلة للتمدد ويُدخلها في ظهر الطفل، للتحكم في تطور انحناء العمود الفقري، ويضبط الجراح طول القضيب دوريًا مع نمو العمود الفقري.
- فغر الصدر الموسع: يزرع الجراح ضلع من التيتانيوم في ظهر وصدر الطفل للتحكم في تطور التشوه، مع السماح بنمو الصدر والعمود الفقري.
في الختام، يعتبر تحدب الظهر عند الاطفال مشكلة صحية قد تؤثر على جودة حياتهم إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، ومن خلال التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة
يمكن التغلب على هذه المشكلة باستخدام العلاجات غير الجراحية مثل العلاج الطبيعي والدعامات، وفي الحالات الأكثر تعقيدًا
قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي، والأهم هو أن نولي اهتمامًا لنمو أطفالنا، وأن نحرص على استشارة الأطباء المتخصصين عند ملاحظة أي تغييرات في وضعية الجسم، ومع الرعاية المبكرة، يمكن للأطفال أن يواصلوا حياتهم الصحية والنشطة دون التأثيرات السلبية لتحدب الظهر.
إذا كنت تلاحظ أي أعراض تتعلق بتحدب الظهر لدى طفلك، أو ترغب في الحصول على استشارة طبية متخصصة، لا تتردد في التواصل مع مركز برايم سنتر، فنحن هنا لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة على يد فريق طبي محترف يضمن لك تقديم الحلول المناسبة لحالة طفلك و علاج تقوس الظهر عند الأطفال باستخدام أحدث التقنيات والعلاجات المتوفرة
أسئلة شائعة
في الغالب لا، ولكن بعض الحالات يكون التحدب شديدًا، ويضغط على جذور الأعصاب والحبل الشوكي فيتسبب في آلام شديدة، بالإضافة إلى بعض المضاعفات الخطيرة الأخرى.
توجد بعض الطرق غير الجراحية التي تشمل علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي والدعامات، ويمكن اللجوء إلى التدخلات الجراحية في بعض الحالات الخطيرة، أو التي لم تستجب إلى العلاجات غير الجراحية، وذلك بناءً على تقييم الجراح وحالة الطفل. هل تحدب الظهر خطير؟
كيف يتم معالجة تحدب الظهر؟